المغرب و الشرق الأوسط الكبير...؟


لا يمكن لأي مثقف أو أكاديمي غيور في هذه الأيام التاريخية أن ينأى بنفسه عن إتخاذ موقف مما يحدث في العالم العربي والإسلامي. و إدراكا منا لجسامة المسؤولية و محاولة فهم مايحصل. فاننا سوف نتناول الموضوع من زاوية طالما أغفلها الكتير من الإخوة الذين تناولوا الموضوع.



مرارا و تكرارا سمعنا أن الذاكرة العربية ذاكرة قصيرة. و في الكتير من الأحيان ننساق وراء الشعارات و العواطف أكتر من اعتمادنا على المنطق و التاريخ و إن في قصصهم لعبرة .

قد يتساءل البعض و ما علاقة التغييرات و التورات الحاصلة في العالم العربي بهذا؟



والجواب هو الشرق الأوسط الكبير! حلم راود جورج بوش الإبن و لكنه الآن يطبق بايدي وطنية نحسبها من الشرفاء.



حيث أن من البنود التي وردت: تشجيع الديموقراطية والحكم الصالح، مبادرة الانتخابات الحرة، و من بين النقاط المثيرة والتي تبعث على التأمل فيما جاء من توصيات مجموعة الثماني في باب مكافحة الفساد. و هذا ما ورد حرفيا في نص مشروع "الشرق الأوسط الكبير".



.... حدد البنك الدولي الفساد باعتباره العقبة المنفردة الأكبر في وجه التنمية، وقد أصبح متأصلاً في الكثير من بلدان الشرق الأوسط الكبير، ويمكن لمجموعة الثماني:



* أن تشجع على تبني "مبادئ الشفافية ومكافحة الفساد" الخاصة بمجموعة الثماني.



* أن تدعم علناً مبادرة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية/ برنامج الأمم المتحدة للتنمية في الشرق الأوسط-شمال أفريقيا، التي يناقش من خلالها رؤساء حكومات ومانحون و منظمات غير حكومية استراتيجيات وطنية لمكافحة الفساد وتعزيز خضوع الحكومة للمساءلة.



أخذاً في الاعتبار أن القوة الدافعة للإصلاح الحقيقي في الشرق الأوسط الكبير يجب أن تأتي من الداخل، وبما أن افضل الوسائل لتشجيع الإصلاح هي عبر منظمات تمثيلية، ينبغي لمجموعة الثماني أن تشجع على تطوير منظمات فاعلة للمجتمع المدني في المنطقة....



و من هذا الباب وجب أن نضع خطين على هذه النقطة الأخيرة. لماذا؟ ألا يمكن اعتبار أنا مايحصل الآن هو نتاج لاتفاق بين بعض جمعيات و تنظيمات المجتمع المدني مع بعض المؤسسات الدولية؟ ألا يمكن اعتبار أن شهر العسل بين أمريكا و بعض التنظيمات الدينية و اليسارية على حد سواء في أيام خلت قد أنجب هذه الثورة؟



الأسئلة عديدة و كتيرة، و الأيام رهينة بان تكشف ما حصل.



و لكن نعود و نقول، إلى حد الآن ما حصل في تونس و مصر، و كذلك الدول الأخرى والتي تعيش مخاض عسير، هو مطلب شرعي و حق نأمل ألا يراد به باطل.



و هنا أريد الخوض في امر يهمني كمغربي، غيور على مقدساته الدينية والوطنية.

كما نعلم المغرب كان و لايزال و سيبقى باذن الله دولة ملكية.



و حتى أزيل اللبس لم أستفد قط من من منحة حكومية و لم اتقلد في حياتي منصبا حكوميا، و لكن نشأت و ترعرعت في أفقر الأحياء الشعبية في الدار البيضاء و عانيت مرارة البطالة حتى أنعم الله علي بإكمال دراستي في إلخارج على حسابي الخاص.



لماذا هده المقدمة؟ لخوفي على بلدي أن يحاول أحد العبث بمصالحها و بأمنها و أمانيها. و بالتالي إلى كل من يود التظاهريوم ٢٠ فبراير. إن كان همكم لقمة الخبز والعيش الرغيد، و الحقوق المدنية المكفولة بالدستور فإننا معكم و إلى جانبكم مادمتم في إطار الشرعية الدينية والوطنية. أما إن كانت المسألة مزايدات سياسية و محاولة ركوب الموجة للوصول إلى غرض التفرقة سواء كانت دينية أو عرقية. أو تطبيق أجندة خارجية الله أعلم بمصدرها و فحواها. فاننا نقول إننا ضدكم بكل ماتحمل الكلمة من معنى!

وضع المغرب مختلف عن باقي أوضاع جميع الدول العربية مع إحترامنا الشديد لها. فكل فبراير و مغربنا الحبيب كما قيل فيه: سقف بيتي حديد ركن بيتي حجر فاعصفي يارياح وانتحب ياشجر واسبحي ياغيوم واهطلي بالمطر واقصفي يارعود لست أخشى خطر!

هشام بوريشة

مصادر

ترجمة وثيقة الشرق الأوسط الكبير

http://web.archive.org/web/20080513235014/http://arabic.cnn.com/2004/arab.2004/3/1/grandmiddleeast.document//